الأربعاء 25 يونيو 2025 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

المعرض الزراعي الإماراتي.. منصة استراتيجية لأمن غذائي مستدام

جانب من فعاليات المعرض (تصوير: وليد أبو حمزة)
30 مايو 2025 01:01

إيهاب الرفاعي (العين)

يمثل المؤتمر والمعرض الزراعي الإماراتي 2025 المقام تحت رعاية سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، منصة استراتيجية مهمة تجمع كل المهتمين والمختصين في المجال الزراعي من المزارعين، والمستثمرين، والخبراء، والجهات الحكومية، ومؤسسات البحث العلمي، بهدف تبادل المعرفة والخبرات، وعرض أحدث الابتكارات والتقنيات في مجال الزراعة المستدامة.
وشهد المعرض، على مدى يومين، إقبالاً كبيراً من مختلف الجنسيات وكافة الأعمار، للاطلاع على أحدث الابتكارات في المجال الزراعي، وعروض لأفضل منتجات المزارعين المواطنين، وأحدث الحلول الزراعية والتكنولوجيا المبتكرة في هذا المجال، بما في ذلك تقنيات الزراعة المحمية المتقدمة، وأنظمة الري الحديثة والفعالة، وممارسات الاستدامة الزراعية الشاملة، مما يمنح جميع المشاركين والحضور فرصة قيمة لاستكشاف أحدث الابتكارات والتطورات في القطاع الزراعي. كما يشمل الحدث سوقاً مخصصاً للمزارعين لعرض وبيع منتجاتهم المحلية الطازجة. ويؤكد عدد من المتخصصين في المجال الزراعي أن النجاح الكبير الذي حققه المعرض والمؤتمر سواء من ناحية الإقبال أو المعروضات يؤكد مدى المكانة الكبيرة التي يمثلها المعرض في نسخته الأولى لدى المهتمين بالقطاع الزراعي.

أمن غذائي مستدام
وأكد المهندس محمد الشافعي، المدير التنفيذي لشركة المبارك للكيماويات الزراعية، أن مؤتمر المعرض الزراعي الإماراتي نجح في نسخته الأولى في أن يجمع المختصين في القطاع الزراعي في مكان واحد، مما ساهم في سرعة تبادل الخبرات ونقل المعرفة بين المشاركين في المعرض، كما حرصت كل جهة على استعراض أفضل ابتكاراتها الزراعية أمام الزوار والمشاركين. 
وأضاف الشافعي أنه سعيد بتواجده في هذا التجمع وهذه الكوكبة من المختصين في المجال الزراعي من مختلف دول العالم، وقد استفاد كثيراً من هذا التواجد الكبير في أرض المعرض بمدينة العين، وخاصة أن المؤتمر والمعرض الزراعي الإماراتي يمثل منصة وطنية استراتيجية تعزز من تمكين المزارعين المواطنين وتحفّز الابتكار في القطاع الزراعي، بما يدعم منظومة الأمن الغذائي المستدام لدولة الإمارات.
من جهته، يشير الدكتور أحمد فوزي، متخصص في بذور الخضراوات والمحاصيل الزراعية، إلى أن المعرض نجح بشكل كبير في تلبية احتياجات المهتمين بالقطاع الزراعي ليكون منصة استراتيجية كبيرة لنقل الخبرات والابتكارات الزراعية نحو مستقبل زراعي مستدام يحقق النمو والازدهار.
وأضاف أن المؤتمر يسعى إلى تعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص، ودفع عجلة الاستثمار الزراعي، ودعم المنتج المحلي من المزارع الوطنية، وتفعيل دور الشباب والمجتمع في القطاع الزراعي، وهو ما ظهر واضحاً وجلياً من خلال المعروضات المختلفة من منتجات زراعية وخبرات متنوعة ومتخصصة في القطاع الزراعي.

أجندة متكاملة وشاملة
وتتنوع فعاليات المؤتمر والمعرض الزراعي الإماراتي، وتضم أجندة متكاملة وشاملة على مدار أربعة أيام، ويشارك فيها أكثر من 75 متحدثاً من بينهم عدد من أصحاب المعالي الوزراء، وكبار المسؤولين في الجهات الحكومية الاتحادية والمحلية والقطاع الخاص وخبراء وأكاديميين ومبتكرين. وتضم أجندة الحدث أكثر من 35 كلمة وجلسة حوارية وعروض تقديمية، والعديد من ورش العمل والمحاضرات، إلى جانب فعاليات تعليمية ومجتمعية ومعارض مصاحبة. ويبلغ عدد ورش العمل حوالي 35 ورشة مقسمة إلى 11 ورشة متخصصة للمزارعين، و24 ورشة عمل لأفراد المجتمع. كما يشهد مشاركة 22 جهة اتحادية وحكومية معنية بقطاع الزراعة والغذاء، بجانب أكثر من 40 شركة خاصة، وأكثر من 20 شركة ناشئة تعمل في مجال الزراعة.

نماذج ناجحة
أكد سهيل بخيت بوشنب المزروعي، زائر، إلى أنه يحرص دائماً على متابعة النماذج الزراعية الناجحة وإبرازها عبر منصته في وسائل التواصل الاجتماعي، ولذا حرص على التواجد في هذا المعرض الذي يعتبره منصة عالمية كتب لها النجاح من قبل أن تبدأ من خلال الدعم اللامحدود الذي توليه القيادة الرشيدة لهذا القطاع المهم. 
وبيّن المزروعي أن الابتكارات الزراعية الجديدة كانت حاضرة بقوة خلال المعرض سواء كانت ابتكارات وطنية محلية أم ابتكارات عالمية في القطاع الزراعي.

زراعة حديثة 
حرصت هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية على استعراض مجموعة متميزة من المشاريع المختلفة التي تتبناها الهيئة في إطار تطوير القطاع الزراعي داخل إمارة أبوظبي، ومن ضمن ذلك عدة مشاريع متنوعة سواء فيما يخص التوعية أو زراعة الزهور أو المزرعة النموذجية للأحياء المائية، بالإضافة إلى أحدث مبادرات الهيئة في دعم المزارعين وتبني أساليب الزراعة الحديثة والمستدامة، بما يتماشى مع أهداف البرنامج الوطني «ازرع الإمارات»، ويعزز تحقيق الأمن الغذائي، وقد لقيت هذه المشاريع كل اهتمام من زوار المعرض في مدينة العين.
وتحرص هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية على التواجد في المعرض الزراعي في العين نظراً لما يمثله من أهمية كبرى في تقديم الخبرات اللازمة لتطوير القطاع الزراعي في الدولة، وخاصة أن هذا الحدث يأتي ضمن البرنامج الوطني الطموح «ازرع الإمارات»، الذي يهدف إلى تقديم دعم شامل لقطاع الزراعة المحلي وتعزيز مساهمته الحيوية في تحقيق الأمن الغذائي الوطني المستدام، وترجمة رؤية دولة الإمارات في توسيع نطاق المساحات الخضراء وتشجيع الإنتاج الزراعي المحلي.

أحدث الابتكارات 
شهد جناح بلدية العين في المؤتمر والمعرض الزراعي الإماراتي إقبالاً كبيراً من قبل الجمهور والزوار للاطلاع على أحدث الابتكارات والمشاريع الزراعية المتميزة التي تقدمها بلدية العين وتشمل 5 مشاريع مختلفة ومتميزة. وتضمنت المشاريع التي استعرضتها البلدية مشروع توفير تقنية الرذاذ الضبابي بعدد من المماشي، التي تعمل على خفض درجات الحرارة بـ7 درجات عن الحرارة المحسوسة، بهدف تشجيع رياضة المشي ورفع جودة الحياة، وذلك ضمن مبادرات البلدية لجعل العين مدينة صديقة للمشاة، إلى جانب تعزيز مبدأ التميز والابتكار، وتوفير مرافق عامة بأحدث التقنيات.
وتم تنفيذ نظام الرذاذ الضبابي باستخدام مواد وتوصيلات ذات جودة عالية مطابقة لأعلى المواصفات والمقاييس العالمية، وقد نالت مبادرة البلدية رضا أفراد الجمهور، الذين أعربوا عن إشادتهم بها، وذلك عبر منصات التواصل الاجتماعي، منوهين بحرص البلدية على رفع مستويات الرضا والسعادة، وتقديم أفضل الخدمات للسكان وزوار المدينة. ولم يتردد زوار في الاستمتاع بتقنية الرذاذ الضبابي، التي تشجعهم في الوقت ذاته على ممارسة رياضة المشي والجري في أجواء معتدلة، ولاسيما أنها تقنية تسهم في ترطيب أجواء الصيف الحارة، وتسهم في تخفيض درجات الحرارة، وتعزيز جودة الحياة وسعادة ورفاهية المجتمع.
كما تناسب هذه المماشي المزودة بتقنية الرذاذ الضبابي أيضاً فئة كبار المواطنين وأصحاب الهمم، وذلك تماشياً مع توجيهات القيادة الرشيدة بالحرص التام على توفير كل سبل الراحة لهذه الفئات من خلال تعديل الأرضيات، التي تساعدهم على ممارسة هواياتهم المفضلة. وتعتبر المماشي في العين واحدة من أهم الوجهات التي يرتادها زوار المدينة، وهي متنفس طبيعي لهم، عبر استخدام الحلول المبتكرة الذكية لتحسين وتوفير خدمات تخدم زوار ومرتادي المماشي.
كما استعرضت بلدية العين مشروعات النباتات البرية التي تقوم بتنفيذها حيث تعمل البلدية على استخدام نباتات البيئة المحلية في الزراعات التجميلية بهدف حل المشكلات الزراعية المتعلقة بنقص الموارد المائية المتاحة في الإقليم الشرقي من إمارة أبوظبي، من خلال إدخال نباتات البيئة المحلية في مشاريع الزراعات التجميلية سعياً نحو تحقيق كفاءة عالية في سياسة ترشيد استهلاك مياه الري نظراً لقلة احتياج هذه النباتات للمياه مقارنة بنباتات زراعات التجميل التقليدية تماشياً مع رؤية الحكومة المحلية بمجال تطوير سياسات وخطط الحفاظ على الموارد المائية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©
OSZAR »