«الغربان تطير أسراباً، والصقور تحلق منفردة» هذا الطير، هذا الخير، هذا الممكن والمستحيل هذا الشأن والشجن، هذا السلسبيل، هذا وطن الرؤى، المستفيضة، والمدى المشرع على الوجود بهامات رجال آمنوا أن لا مستحيل في وعي العشاق، ولا عقبة إلا وتكسرها إرادة أفذاذ، تعلموا من البحر هدير الموجة، ومن المطر أغنيات الغيمة، ومن الصحراء نشيد النخلة، وهي تعانق نجمة السماء، في ليلة قمرية، هذا الوطن الذي تخرج في مدرسة زايد الخير طيّب الله ثراه، يسرد اليوم قصة ليلة مارس الحلم حبه في نقش الكحل على الرموش ودارت عجلة الزمن، ليكبر الصغار ويروا وطنهم يتبوأ مكانة لا يحلم بها إلا النبلاء، مكانة رسمت صورتها في عيون من نحتوا على تراب الصحراء رسوم أقدام، لم تخف أثرها الريح، والمطر وحده اقتفي أثرها وهي تحفر في الأرض، وتكتب للأجيال قصة وطن تخلق بأخلاق الأوفياء، وانبرى في العالم أغنية صحراوية وموال بحري، يصفق مع الشراع، ليلة خرج الغواص من الأعماق، وأهدى الناس محارة الأمل، وها هي المحارة تكبر، وتفتح نافذتها للأفق، ها هي المحارة تنبري وعداً أممياً، تبشر بالأمل، وتهدي العالم دولة استثنائية، لا تشبه إلا نفسها، ولا يشبهها إلا مثالها الأصيل، في تقديم نفسها للعالم، بأنها المكان الأخضر في الوجود، أعشابه من خصلات امرأة عرفت الحياة بأنها بذل، وجزل، وجذل، ومهجة رجل فتح عينيه على الدُنى فإذا بها تهديه الفرحة، والدولة الاستثنائية موشومة السواعد السُّمر، ترتقي درجات المجد بالطاقة الإيجابية، وتمضي في الحقب، ريانة بالأمل، جذلانة بنشيد أطفال استيقظوا باكراً حاملين حقائبهم باتجاه مدارسهم، وفي الفناء الوسيع علا صوت «عيشي بلادي، عاش الوطن»، وها هي السيرة تكبر صفحاتها، ويكبر جيل، وتكبر الأمنيات، والقابضون على جمرة الأشواق يستمرئون السعادة في وجه طفل وامرأة، وشيخ وشاب، وجلهم في المرحلة، أشجار سامقة بفضل قيادة علقت قلائد المجد في الأعناق، ومضت في النقش على الرمل، ووضع صورة الإمارات باسقة في سماوات العالم، مزهرة، مزدهرة، مبهرة، متألقة سامقة، لا تضاهيها دولة في جمال طلعتها، ولا في سحر جبينها، فقط لأنها ورثت الجمال من قصائد سيد الرجال، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، عندما أعلن عن أعظم قصيدة في حياة ابن الإمارات، وهي الإمارات العربية المتحدة، واليوم بفضل النجاحات عالية المنسوب، يقول صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، «شكراً بوراشد» والشكر موصول لفريق عمله الذي حفظ الدرس تماماً، عندما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم «نحن دولة لا تعرف المستحيل»، وهي الجملة التي شع نورها في صدر كل مواطن وكل مقيم على هذه الأرض، أصبحت قلادة لها لمع النجوم، وصدى الأمواج في ضمير خليجنا العربي. 
شكراً بوراشد، شكراً لهذا التميز، وهذا الانحياز المقصود لمجد الإمارات، وسؤددها، شكراً لحلم الإمارات الذي أصبح في العالم ملاذ أمل، وقوة عزيمة، وصلابة إرادة.