دلما.. حلوة الماء متى تكون قريبة؟ وعلى خريطة السياحة المحلية، والسياحة العالمية، فمكانتها تاريخية، تعود إلى القرن الخامس والسادس قبل الميلاد، حيث تشير الحقائق واللقى إلى أنها كانت مأهولة بالسكان وقتها، متمثلة في بقايا مستوطنة سكانية ممتدة على الجزيرة، ومن ضمن المكتشفات هناك قبور تعود إلى العصور الإسلامية المتأخرة، بالإضافة لآثار قرية من العصر الإسلامي المتقدم وجدت في غرب الجزيرة، لذا موقع دلما مهم للغاية، حيث لعبت دوراً كبيراً أثناء مرحلة الغوص على اللؤلؤ، وتزودت السفن بالماء الحلو منها، حتى سميت «دلما.. حلوة الما»، ولديها كل الإمكانيات الطبيعية اليوم لكي تنهض كوجهة سياحية، ومقصد للزوار من الداخل والخارج.
تحتاج هذه الجزيرة التي تبعد عن جزيرة أبوظبي 210 كيلومترات، وعن ساحل المنطقة الغربية 42 كيلومتراً، حيث يأخذ المركب السريع للوصول إليها ساعة وربع الساعة من جبل الظنة، في حين تحتاج العبارات إلى ساعتين ونصف الساعة، جزيرة دلما.. علينا أن نجعلها أقرب، وأكثر حضوراً في حياتنا، وضمن خطط برامجنا السياحية على مستوى الدولة، سواء للعائلات المواطنة لكي يقدموها للأجيال الجديدة، ويتعرفوا عليها عن كثب ضمن ما يعرف بمنهاج «أعرف وطنك»؛ فالقراءة غالباً لا تغني عن الشوف والمعايشة، وواجبنا أن نعرّف بكل أجزاء الإمارات لأبنائها، خاصة الذين لم يعايشوا معنى زيارتها ضمن المنهج التعليمي والتربوي ونشاطاته غير المنهجية في تقريب الأمكنة إلى قلوب وعقول الطلبة، وكذلك الأمر للمقيمين الذين قد تغنيهم زيارة مثل جزيرة دلما عن زيارة جزر أخرى فيها كل التسهيلات والإمكانيات السياحية، ومن باب التعريف بمناطق الإمارات المختلفة بعيداً عن المدن الكبرى والحيوية، والغاية في النهاية أن تكون من ضمن مناطق الاستقطاب السياحي العالمي، فالسياحة اليوم أصبحت نخبوية ومنتقاة، والكثير يفضل سياحة الراحة والاسترخاء والتمتع بالطبيعة والبحر والهدوء بعيداً عن صخب المدن، وحركة السيارات، متى ما توفرت في هذه المناطق الفنادق والمطاعم الراقية والتسهيلات الخدماتية والمواصلات السهلة والاتصالات المتوفرة، وتوفير أجواء من المتعة بالعروض التراثية والحرف التقليدية والنشاطات الرياضية البحرية المختلفة، والفعاليات الاجتماعية والثقافية، خاصة أن جزيرة دلما تحظى بمرتفعات جبلية وصخرية وطبيعة زراعية، وبحر ممتد بزرقته الخلابة، وشمس يعشقها الجميع خاصة في فترة السياحة الشتوية.. فاجعلوا من «دلما.. حلوة الما» أقرب.