الشراكة بين مجلس الإمارات للتنمية المتوازنة ووزارة الثقافة لتمكين المبدعين أمر له غايته، وخطوة لها دورها في فتح باب الحوار الحقيقي بين المبدعين في جميع صنوف الأدب والفن، مما يرسخ العلاقة بين الإنسان وتاريخه وتراثه وحياته، وما من شك في أن الدور المنوط بالمبدعين كبير، وشاسع وعميق، ومهم جداً، لذلك فإن شراكات المؤسسات الإبداعية وتكاتفها وتعاضدها، والذهاب معاً نحو غايات تطوير العمل الثقافي، وإنجاز أرقى العلاقات، تصب في جعبة الوطن، وتنمي قدراته.
مجلس الإمارات للتنمية المتوازنة، أمسك بخيط المشاركات، وبدت رؤيته منذ البدء واضحة، صريحة، بإيمانه أن المبدع شريك أساسي في حفظ التراث، وتتبع سطور التاريخ وهو يكتب عن الإنسان والوطن، ويبدع من أجل تأسيس قاموس ثقافي، كفيلٌ بأن يبلغ الأجيال القادمة بأن هناك وطناً له جذوره العميقة في هذه الأرض الطيبة، وهناك إنسان مشى على هذا التراب، ونحت الأرض بأنامل ملؤها العرق، وأنفاس فاضت بالحب لوطن الخلود والنعيم، وفضيلة العطاء في مختلف جهات الحياة.
اليوم ونحن نتطلع إلى الشراكة بين التوأم مجلس الإمارات للتنمية المتوازنة ووزارة الثقافة، نشعر بالفخر لما تقدمه القيادة من معطيات تؤتي ثمارها في الآجال القريبة، ويشعر الإنسان المتتبع للخطوات بقيمتها وجدواها بالنسبة للوطن، وطن الخيرات الذي أعطى وأجزل في العطاء، لذلك مهما بلغت جهود المبدعين في ترسيخ قامته، تظل قليلة في مقابل ما أنجزه الوطن من مشاريع ثقافية رائدة، ويكفينا فخراً الصرح الكبير متحف «اللوفر أبوظبي»، وكذلك مكتبة محمد بن راشد، هذان نموذجان، والصروح في مختلف الإمارات طالعة بصوتها وصيتها إلى السماء. إن الاهتمام بالإبداع، أمر تشع له البصيرة، ويزدهر الضمير، والوطن يفتح ابتسامة تمتد في المدى، تعبر عن حقيقة الإبداع عندما يكون نخلة معطاءة، وتكون الشراكات هي جدول الماء الذي يروي عطش العشاق.
اليوم ونحن ننظر إلى سبورة اليوم الصباحي، ونقرأ عن شراكة بين مجلس الإمارات للتنمية المتوازنة ووزارة الثقافة، يحدونا الأمل بأن تنتشر هذه المحسنات البديعية، وأن تتضافر جهود مختلف المؤسسات، وبالذات المالية منها، بأن تغرف من معدن الخير غرفة، وتقدم ما لديها من حسنات، وتشارك في بناء الصروح الثقافية، وتساهم في توسيع الفرح الإبداعي، وهي تملك الكثير، المهم أن تبدأ، وأن تشارك بقدراتها، لأن الوطن واحد، أي قطرة من سحابة خيرة، تكون بادرة خير لنمو أشجار الإبداع وتفرعها وسموقها، وهذا أمر عودتنا عليه مؤسساتنا الوطنية، وهي جديرة بأن تستمر في هذا التعاضد، وهذا الحفل الإبداعي الجميل، والوطن بحاجة إلى كلمة طيبة، تزرع في ضمير الإنسان شجرة مثمرة، يانعة، خضراء تسر الناظرين.