المرأة عندما تتخفف من أوزار التواري، تصبح في الواقع نجمة في عباءة الليل، وتكون في الدنى شعشعة تضيء الحياة وتمنح الأرض بلل العطاء، ويصير العالم أكثر عافية، وأعظم رخاء، وأجمل رونقاً، وأكمل نسقاً. في الإمارات قطفت المرأة ثمار التألق، واستطاعت أن تغرد على أعلى القمم، وتمكنت من الوصول، إلى حيث تكمن حقائق التميز، والاستثنائية. شيخة ناصر النويس وصلت، وبخطوات متئدة أنجزت مشروعها الكفائي بكل نجاعة، ومناعة من أي عقبة تقف في طريق عجلة الطموحات، أو تعرقل تيار الوعي بأهمية أن تصل، وأن تنجز، وأن تنجح، وأن تحقق كل ما يتعلق بتطلعات القيادة، نحو امرأة متدفقة الإنجاز كالجدول، متوافقة مع نفسها من دون كأداء عقد ولا نكد.
وصول شيخة النويس إلى منصب أمين عام منظمة الأمم المتحدة للسياحة، لم يأتِ من فراغ، ولم يتحقق هذا المنصب العالمي من دون جهود تضافرت، وتعانقت حتى شكل في مضمون الوعي بأن هنا، في الإمارات قيادة وشعباً، يذهبان إلى الحياة بقناعة أن المرأة كامنة في صلب الحياة، بل هي الشجرة التي تقف وسط فناء الطموحات، تظللها، وتمنحها الجمال، وقوة الإرادة، وصلابة البأس، ومتانة العزيمة. هذه بنت الإمارات، شيخة النويس، تأتي نموذجاً حياً، نابضاً، ناهضاً، سامقاً، باسقاً، يتشرف بها العالم بانتخابها لهذا المنصب الأممي الرفيع. والدلالة على ذلك أن الإمارات ولادة، ولديها من الذخيرة ما تبرزه في مختلف الميادين، والمجالات، والطريق زاخر بالإمكانيات، والقدرات التي تحملها المرأة الإماراتية، وتتمتع بها، وتفخر بأثرها الإيجابي جداً في توسط الإمارات العالمين بوجه نسائية إماراتية، تشع بملكات العطاء.
نساء أصبح لهن بريق الأقمار، وصار لديهن تاريخ طويل في العطاء، وليس هذا غريباً، على هذه الأرض الطيبة، ولا على بناتها، فالمرأة أعطت على مدى التاريخ، وسخت، وأثرت الحياة الاجتماعية والاقتصادية منذ زمن، والآن تستثمر قدراتها في مناطق مختلفة من الحياة، وتؤدي دورها بكفاءة عالية، يشهد لها البعيد، والقريب. واختيار شيخة النويس لمنصب دولي ثقافي رفيع هو الشهادة على شهادة الامتياز التي تحملها المرأة الإماراتية، وهذا ما يدفع بالكثيرات، لأن يحذين حذوها، ويذهبن في طريقها، لأن الحياة واسعة المنازل، ولكل منزلة أفنية، وفي كل فناء غرف، وكل هذه الموائل تحتاج إلى تعبئة من لدن قدرات فائقة، وإمكانيات يفخر بها العالم.
المرأة الإماراتية اليوم، في الفضاء، وفي الأرض، وفي أي موقع، تجدها تخيط قماشة المجد بحنكة، وفطنة، ودراية، فشكراً لكل امرأة عانقت السماء بروح شفيفة، أشف من جناح الفراشة، شكراً لشيخة ناصر النويس، التي أبهجتنا، وشرفت الوطن.