في أحاديث مجالس العيد، وخلال الزيارات العائلية ومعايدة الأهل والأصدقاء بهذه المناسبة السعيدة، كانت غالبية الموضوعات تدور حول السفر والسياحة والرغبة في استكشاف مناطق جديدة خلال العطلة الصيفية. كما كانت هناك شكوى مشتركة بين معظم الآباء حول عزوف الأبناء عن المأكولات الصحية، وإقبالهم غير الطبيعي على الوجبات السريعة، وطلبها عبر خدمات التوصيل إلى المنازل، أو اعتبار زيارة أحد مطاعم الوجبات السريعة، المنتشرة في كل مكان، بنداً أساسياً عند خروج العائلة للنزهة، خاصة في المراكز التجارية الكبرى.
تذكرت تعليقاً لأحد القراء، كان قد كتبه معقباً على مقال نُشر في هذه الزاوية في مناسبة سابقة حول تفشي السمنة بين النشء، رغم جهود الدولة للحد منها، قال إن السبب يعود إلى الإغراءات وقوة الإعلانات، وفوق ذلك رخص أسعار الوجبات السريعة مقارنة بتلك الصحية، وضرب مثالاً بربطة خبز من القمح الكامل تضم خمسة أرغفة تُباع بأربعة عشر درهماً، بينما أخرى من الدقيق العادي بنفس العدد من الأرغفة لا يتجاوز سعرها ثلاثة دراهم. وقال: «قس على ذلك بقية السلع والمأكولات، خاصة تلك التي تحمل عبارة (أورجانيك) أي عضوي».
هناك العديد من الحلول المتاحة لعلاج ظاهرة إقبال الأطفال والمراهقين على الوجبات السريعة، وتتطلب تعاون الجميع؛ لأن المسؤولية مشتركة بين البيت والمدرسة في المقام الأول.
وكانت وزارة الصحة ووقاية المجتمع، قد أكدت أن مكافحة السمنة أولوية صحية استراتيجية، يديرها فريق وطني بناءً على التوجيهات الحكومية، لرفع مستوى الصحة العامة، وتعزيز الوقاية والوعي لدى أفراد المجتمع بمضاعفاتها.
ويُعد تعزيز الوعي للوقاية من السمنة لدى الأطفال والبالغين، أحد أهم استراتيجيات القطاع الصحي، رغم كل التحديات والمغريات المؤثرة على الصغار. وجهود الوزارة والدوائر الصحية تسير في اتجاه بناء مجتمع ينعم أفراده بنمط حياة صحي، في ظل بيئة داعمة للصحة، من خلال تكاتف الجهود بين الأفراد، وواضعي السياسات والتشريعات، والمؤسسات الحكومية والخاصة، ووسائل الإعلام، ومصنعي الأغذية.
كما طورت الوزارة «الدليل الوطني للأغذية والمشروبات المقدَّمة في البيئة المدرسية»، بالتعاون مع الشركاء من القطاعين الصحي والتعليمي، وتطبيق تدخلات توعوية ووقائية في البيئة المدرسية، من شأنها تعزيز الثقافة الصحية لدى الطلبة واليافعين. جهود متواصلة على الصعيد الرسمي، نأمل أن نقطف ثمارها بصورة تحقق التطلعات في بناء مجتمع صحي، ينعم أفراده بالحيوية والصحة، ويحد من انتشار السمنة بين الأطفال والنشء وما يترتب عليها.